السبت، 4 فبراير 2012

أوراق مســـــــافرة, : الورقــــــة الخامســـــ





الورقــــــة الخامســــــة


يا حبيبـي ..
أسدلَ الليل ستـارِه 
فأقبِل بأنوار
قناديلكـَ المُتمايلة 
وأهاتـكـ الغافية..
بيـن نبضي ونبضكَ 
أشعِلْ الأصابعَ العشر شموعاً
في بدر التمام ..

وانقشني في لـوح الشفق 
ضيـاءَ سيـفٍ 
شقَّ..رداء الظـلام 
وارتوى من هودج روحي 
أكاليلِ طيبٍ وغار 
واطلق لجام خيلكـَ 
على بيداء عمري 
وأملأْ كفي بهجة ..
جوهرهـا همسُ عاشِقٍ 
غـَمسَ أشواقهُ اللآهبة 
داخل عواصـمِ زنبقة ..
لا تعترفُ بالوهنِ ولا السـكون !!

ترتدي قصـائـدَ الشعرِ أثوابـآ 
وتتغنى بمواويـلِها نحلاتُ الروابي 
ان دندنـتْ احدودبَ القلـم أيامآ
وفي هسيـسِ الهمـسِ 
يتدفـق العنـاب وحدهُ نبيذاً
وبحيـراتُ هيامي ...
تنسكِبُ ينابيـعَ 
في... ثغر الربيـع 
حُسنِي المـتشرنقُ 
لن يكون غيـمةَ هطولٍ لسـواكَـ 
اسجـحُ ، إن دمقـس فاكـَ
يمزقُ دجى دجاي !!

وقبلاتي وشـمٌ .. 
على جبيــن الليـل 
حتى غارت النجمــات 
وخُيـِل أن الفجـرَ قد ..
هَدْهَدَ وتنفسَ في كل آتٍ !!

أوراق مســـــــافرة, :الـورقـــــــــة الرابعـــــــــــة




الـورقـــــــــة الرابعـــــــــــة


تمتمة الهمس
في نفسي ...
تنادي على بؤسي 
فتقيد بالهمس لهفي 
وتكبِّل لفظي ..

هذا المســــــــــــــاء 
جعلت من غشاوة الأجواء 
أوراقا مســـــــــافرةً
ممتدةً ألحانـُـها نحيب أنفاسي 
من سويداء حظي 
الى بدر الصيف 

بدمي شوق يلهث ..
مخلِفاً وراءه أشلاء الخجل 
ممزقاً تقاسيم الكفن !!

بنار الجوى شغوفة 
وسنونو قلبي أفاقَ يغرد
بهواكَ متيـــــــــمُ ..

فهل سمعت شدوه ؟؟ 

بصوت محموم ..
قرع صداهُ ..
أبـــــــوابَ الكنائس 
ومآذنَ الفكر الميت !

في حناياي وتر متكلمُ
ومُنى لُبـــــــــابَ العذارى 
تناغم أريجُ هواكَ..
فتقبّضتْ عتمةُ السماء
وأبقَى رهينةَ خفق المساء 
حتى.. أصبحتْ 
كل الوجوهِ قمـــــــــــــرٌ
مخضّبة بواحات الصحاري..
النخيل فيها مزينٌ 
داخل عبــــــــاءة العروبة يبتهج 
وخرير الوادي هناك 
في كبدي أعلن المددّ !! 

آه وألف تنهيد تتبعه آهات !!!!

تخيل أيها الأسمــــر.. 

كيف قارعتُ كؤوسَ المدام 
واحتويتُ وصلك في وئام ٍ

فهل لي..

أن أنصب خيمتي أمام قلعة الأحلام ؟ 
وأستظلّ بظلك على الدوام ؟؟ 

أم أكمل المسيرَ..
تحت جنْحِ الكواكب,,؟؟ 
وقارِئاتِ الفنجانْ ؟؟


أوراق مســـــــافرة : الــــورقة الثالثــــة

 




الــــورقة الثالثــــة



اليومَ سأُوقِف عقاربَ الساعة 
وأقترفُ الجناية ..
سأترك سهامِكَ تخترقُ مداراتي 
لحظة انسجامَ اليقينِ مع انفلاتي
ليمارس صمتُ الليل .. عشقِه لبلل المـاء 
وتنمو في الحقول الأسمــاء ،

تعالَ .. 
لنمتص من غنجِ الخلخالِ ..
لحـناً غجريـاً يطرِبُ الأوصـال ،
وأحمرُ الشفاهـِ ..
نبيذٌ معتقٌ بكل الألوان

تعالَ .. 
لنطوي المسافات ،،
ونخلقُ من اللحظِ اغنيات ..
خبئني طفلة شقية داخل جلدكـ ،
تغفو وتصحو وقتمـا تشـاء ،


فيكـَ أنــــا أضيـع !

بكل الطرق أعاوِد أفرزنِي 
وأديرُ طواحين..
لواعج عيونُ الصبح.. 
في حديثها إليَّ ,,
تلهبني ، تلهمني
على أجنحة الفراش المتطاير 
أن لا أخشى رعشة طيفٍ
رسمَ من الحروف هديل ودٍّ 
على أوراق وردة ..
مسكوبٌ عليها أوتارَ النسيم 

أيها العابر ..
اذا مررت بندائي 
ترفق ببتلات زهري ..
وأوصيكَ إن لمحتَ مواسمَ حقولي 
لا تنسى أن تسحب وجدي 
قبل أن يأتي القلم بين فكري وظني 
وأوجه شموع ليلي نحو الورق 
وأبدأ في ممارسة هواياتي 
أرشُّ المكان عطر َ الكلام سيلاً 
بدل احتراق دمي ,,
بين صهيلِ صيفٍ هائجٍ
وصباحٍ كثيفَ الضبابِ على نافذتي 

كل الحكايةِ ..
خشخشة تخالجُ الكعـوب ..
وهفهفةُ الرجولةِ تداعبُ مساماتي ،
فتنضج ..
من بيني وبيني الأحداث ،،
وتشرقُ شمسُ الأصيل بين غيمة مطرا ..
وهمسة صادقة من صرير القلم !!

أوراق مســـــــافرة : الورقــــــــة الثانيـــــــة





الورقــــــــة الثانيـــــــة



من أدنى الصدى 
وبين أبوابِ المـُشتهى 
مسافرةٌ أنــــا .. 
بعدما فاضَ بيَّ الوجدُ حنينـاً 
وأينعَ صوتُ الكمانِ في فؤادي 
يتصاعدْ ويتعالى نبضه 
حتى تدفقت الأشواق 
وانسكبت جريئة 
وحشيةٌ تنادمُ الريح 
بصهيلِ الوشوشاتِ ، تخرجُ.
من رئةِ النسيـان ..
مندفعةٌ إليــكـَ ، تتهافتُ
مُطلقةٌ زفراتٌ مِلؤها .. 
رسائلٌ .. طـالَ مددُّ انتظارهـا ، 
تلبسّت القصيدةُ 
رداءَ العُري تناديـكـَ 
تعال ..
تعال .. أيهـا الحلمُ الكبير 
ضَمِد جروحَ تاريخي 
ولملِم بقايـا موجي 
واشعِل قناديلُ اللهفةِ 
حتى ترجِعُ الفرحةُ قلبٌ 
طالَ به الاحتضار 
آهـٍ ! لوتدري 
أن عطرَكـَ الماكرُ يـُطاردُ ذاكرتي .. 
يتقافـَزُ في أوردتي ، 
وتحتَ جلدي..
ِ يؤسسُ وصالَ المسافات
ويرمي بتعويذاتِه في شطآني 
وتُنصِبُ الفِخاخُ لسهام عينيكـَ ، 
حتى أنجبت الدهشة 
تفتحُ اللغة بين أكمامـِ الليلِ البهيم 
وتبخترتْ غنجاتُ الأنفاس 
حتى غدت لكـَ اِدمانآ 
داهمني خَطو طيفـُكـَ ألآف المرات 
ما بين المحضورِ واللآمحضور 
بين المكانِ واللآمكان 
بين الموتِ واللآموت
لتهتزّ روحي انتفاضاً 
بسلامي إليكـَ 

آه ! لوتدري ..
لَكَمْ رشوتُ النهارَ كي تـَجيء 
ودعوتُ الألحانَ المؤجلة 
أن تخرجَني من بوتقةِ العُزلة 
وتبوحُ بما كان !
لـ يستفيقَ نجمي المنتظر 
بهالةٍ على مشارفِ خريفٍ .. 
تساقطتْ أوراقـُه بكفِ الحماقاتِ 

تولد في بردِ الفصول 
قبلةٌ تـُذيب ثلج السنين 
لو تعلم !! 
كم احترقتْ اناملي
وهي تترجمُ شرودي
في وصفِ عينيكـ 
فيكـَ وحدكـَ !
ضيعتُ بياني ..
ونسيتُ بُنياني ..
في محبرةٍ عاريةِ الأمنيات !!

أوراق مســـــــافرة : الــــورقـة الأولــى

 





الــــورقـة الأولــى




تراءَى الطيف ذاوي الخطى

يقرع أبواب الضباب ..

يشدُ ذراع الأغنيات

عودٌ تلُّفه حسرة اللحن

ووتر دق رأسه هزيع الهوى

فهوَى ثمل الأمنيات ..

سكُونٌ ، عبثت به رياح الضياع

وجومٌ ، هدوءٌ

دَمْدَمَ أجراسَ المكان

صقيع أنفاسٍ وفوضى حواس

تاه الربيع بين أصابعِ العـدّ

شريد الفكر ، شاحب النظرات

أبصرتْـه الرؤى

يتبع الظلَّ خارج الأسراب

يؤمن بالدفتر والقصيدة

وتلك الحياة البعيدة ! هناك ..


يرقبُ الغيمة في اللآمكان

يكفر بالعجز والعثرات

يصرخ في حضرة الصمت

يفجر نهر الكلمات ..

مطلِـقاً أجنحةَ الحلمِ

ترفرف فوق حنايا الروح..

منادياً ، قائلاً :

يا امرأةً من برزخي تعالي

تعالي ..

فُكِي لجام الشَّمس

وانثري جدائلَكِ فوق صدري

فتوقدي في مهجتي ..

نار شوقٍ وبعض غوايات

واقلبِي موازين ارتيابي

ورَتِبي ثورةَ ياسمينٍ بقلبٍ..

رحَّبَ بانتهاكِ حُرمةِ الدمعِ

وأكتبينِي على فاهكِ

وطناً ، حراً زاخرَ الحضارات!!

تعال إليَّ يا بدر الإلهام

واضرب عنق المسافة

خيالكَ هيّج الأساور ،فشرَّعتُ النوافذ

لأعانقَ نورا جاء من وراء السحاب

قرِّب...

هلوساتِي فيكَ لا تنام

وبعضي يخاصمني فاراً إليك..

حبواً، مذ بدءِ الكلام

و سيل اللغات ..

أريد خنصرك يمسح العتمات

وأن تشيد من صبحِ مدائني الوله

فتحتل نداءاتي وكل مساءاتي !!

فهل لي أن أنشر عطر حكاياتي ؟!

وأسرج خيل بداياتي ؟