الأربعاء، 1 مايو 2013

الرسام ناصر الدين دينه : Alphonse Etienne Dinet


المتحف الخاص بأعمال نصر الدين دينيه .
هذه بعض الصور من المتحف إلتقطتها عدستي في شهر مارس 2013 
في رحلتي لمدينة بوسعادة مقر هذا المتحف الذي يزخر بإبداعات أنامل ساحرة هي 
للحاج الراحل ناصر الدين دينيه الذي إعتز بإسلامه وبحث في أصول اللغة العربية وتعمق فيها 
من بين بعض مؤلفاته :
ــــ الحج إلى بيت الله الحرام 
ــــ الراقصة خضراء 
ـــــ محمد 
وغيرهم يحتوي المتحف على 13 لوحة أصلية للرسام ألفونس إتيان دينيه و6 كتب وبعض الصور 
له بالمدينة مع رفيق دربه الحاج سليمان .

ولد في باريس سنة 1861م في وسط عائلة برجوازية، كان والده قاضيًا فرنسيًا بارزًا. في عام 1865 ولدت شقيقته جين، التي ستكون كاتبة سيرته الشخصية، أما جده فقد كان مهندسا، وأمه تدعى ماري لويز اديل وهي ابنة محامي.


قام برحلة ناجحة إلى مدرسة الفنون الجميلة، فاستطاع الفوز بميدالية من صالون الفنون لقصر الصناعة عام 1884م، كما تحصل على منحة دراسية إلى الجزائر، البلد الذي سبق له زاره عام 1883م. في الجزائر زار اتيان كل من مدينتي ورغلة والاغواط، وقد أثرت فيه الصحراء الجزائرية وبقى فيها خمس سنوات كاملة.
لدى عودته إلى باريس عام 1889، عرض دينات لوحاته التي رسمها عن مدينة بوسعادة في المعرض العالمي وفاز بالميدالية الفضية. لكن تأثير الصحراء الجزائرية لم يفارقه فعاد مرة أخرى إلى بوسعادة التي عشقها ليبقى هذه المرة فيها بشكل دائم، حيث تعرف أكثر على تقاليد المنطقة وعادات السكان وأصبح يتكلم العربية بطلاقة، وتصادق مع رفيق حياته سليمان بن إبراهيم الذي كان صديق عمره ورفيق دربه.
شارك في عدة معارض في الجزائر، من بينها معرض العام 1906م ومعرض العام 1922م، فأصبح عضوا مهما من الرسامين الفرنسيين الموجودين في الجزائر، ولكن دينات كان يشغله حب الصحراء وأناسها عن أي أمر آخر فأخذ في السفر بصحبة صديقه سليمان ليتعرف على الصحراء عن قرب وعن علاقة العرب بالبربر.

إسلامه
طرأ تحول كبير في حيات اتيان دينات بداية من العام 1913م حينما أعلن إسلامه وغير اسمه من الفونس اتيان دينات إلى نصر الدين دينات، ليصبح الرسام الفرنسي المسلم، وقد أحدث إسلامه ضجة في أوساط المعمرين الفرنسيين وفي أوساط الطبقة الفنية في فرنسا فاتهموه بالخيانة، ولكن نصر الدين دينات لم يعبأ بكل ما أوكل إليه من تهم وبكل الكلام الذي حيك عنه، ذلم انه اتخذ الإسلام دينا بكل قناعة وهو الأمر الذي اكسبه نوعا من القوة.
بعد الحرب العالمية الأولى عام 1914م صدر للفنان العديد من الاعمال الرائعة التي لم يلبث الفرنسيون رغم إعجابهم بها أن وصفوه بالخيانة. سافر دينات إلى مكة المكرمة عام 1929م لأداء فريضة الحج فأصبح الحاج نصر الدين.
وفاته :
بعد انتهاء موسم الحج في 2 أبريل 1929م سافر الحاج نصر الدين إلى باريس حيث توفي هناك بعد أشهر قليلة في 24 ديسمبر 1929م، ونقل جثمانه بعدها إلى مدينة بوسعادة في ضريح ليستريح في المدينة التي لطالما عشقها.
في الثلاثينيات من القرن الماضي أنشا في بوسعادة متحف نصر الدين دينات لا زال لحد اليوم موجودا وهو من أكبر المتاحف.


المتحف مكون من ثلاث طوابق 
...
1 ـــ الإستقبال :  وعلى اليمين مدخل لبيت الحاج المكون بدوره من طابقين .
به نسخ عن صور الرسام بالإضافة إلى الفرش التقليدي ويمكن للزائر أخذ الصور بالطابقين 
والتعرف عن حياة وأعمال الفنان من خلال مرشدين وموجهين مهامهم إعطاء الزائر كل المعلومات 
عن الرسام واللوحات .
2 : الطابق تحت 0 وبه مكتبة كبيرة فيها مؤلفات الرسام ونسخ عن أعماله كما بها 
ناشطين يزودو السائح بكل ما يريد معرفته عن منطقة بوسعادة وحتى عن أعمال فنانين آخرين 
ويباع فيها بعض الكتب للرسام ألفونس وغيره .
3 : الطابق العلوي : به المتحف الرسمي لأعمال الراحل الحاج نصر الدين حيث يمنع هناك التصوير به 13 لوحة أصلية و6 كتب من مؤلفاته وبعض الشهادات المتحصل عليها في مختلف المناسبات الدولية والمعارض كما بعض الصور الفوتوغرافية القديمة للرسام مع أصدقائه من المنطقة 
وخاصة مع الحاج سليمان .
معلومة خاصة : طيلة حياة الفنان الراحل نصر الدين ورغم إلتهاب وجده برسم المرأة وتفننه وإبداعه 
إلا أنه لا توجد مصادر موثوقة تخبر عن زواجه لذا لم يتكلم التاريخ عن حياته الأسرية .


صورة لوالديه 




  المتحف من الخارج بمدينة بوسعادة 










  



في الصورة على اليمين منزل الحاج نصر الدين دينيه 
الذي هو جزء لا يتجزأ من المتحف  به مجموعة من النسخ للوحات الفنان .    


الوصية التي تركها المرحوم لأخته بباريس مطالبا دفنه ونقل جثمانه في حالة وفاته 
لمدينة بوسعادة بمقبرة '' المامين '' حيث كتبها باللغتين العربية الدارجة الخاصة بأهل منطقة بوسعادة 
وباللغة الفرنسية .







   













هذه صورة تبين فرش تقليدي ببيت الحاج الراحل 
 ليتمتع الزائر بالجلوس عليها وهو يشاهد لوحات الفنان والإستماع لسيرته الذاتية .







هذه صورة لطفل يعطى الفلقة .



















أأمل أنكم استمتعتم بما قدم من صور للمتحف 
ولحين زيارة أخرى تقبلوا مني أسمى وفائق التحيات .


السبت، 20 أبريل 2013

صــــــورة !!

وضعت الأبجدية بين أصغريها لتشق بحر القصيرة جدا .
وحين قاربت على المرفأ هاجمها قراصنة : 
ــ هل تحتاج القصة '' كل هذا الحكي '' ؟! جل ما نريده هو الكنز المخبوء !
همهمت ثم قالت : 
ـــ وهل يأثر ذلك أدبياً ؟؟ 
تحسس أحدهم سحنته والآخر يهرش لحيته :
ـــ لا ...لا لتزيد روابط الوصال عنـــد حدّ اللؤلؤ والمرجان ..
وهذه مــادة حيّة تحسب للكمال وتهديك بر الآمان !!
ضربت رأسها وأعرضت في دهشة تأكل محياها : 
ـــ أمم عرفت ......... تالله .... !!

انقــــــــلاب !!


عاش شبابه يؤمن بالقضية فناله إقصاء ، 
كان كلما قلب الأرض في منفاه ، قلبت موازينه وتأبطت روحه جفافاً
بدأ يتطلع لشقوق يديه التي إتسعت ، وانتهى عند خطوط طول مرسومة أسفل رجليه ..
عرَّج بمسحة للجبين مع تنهيدة متطلعاً الأفق ..البعيــــــد :
ـــ ليت حضنها دافئ يذيب صقيع السنين ،
دعا ، تأمل وصبــــر...حتى جاء يوم الفرج المشهود ..
عانقها متلهفاً والجماهير مصطفة تنتظر الوعود ؛
قال على رأس القصر : 
ـــ أعدكم بفتح و...
وقبل أن ينهي خطابه سمع صوتاً على إثره ..
أطبق الجفون قائلاً :
ـــ آهٍ ! أيعقل أنّ لهيبك قـــــــــــرُّ
ومائدة كبشها نحيف ؟!

فتـــــوى !!

خرجت ، فابتاعت كل ماتشتهيه نفسها .
وعند المساء دخلت مثقلة الخطوات .. فصرخت الطفلة :
ـــ  ماما .. ماما أغلبها ( 441 E) 
نظرت شزرّا وردت بصوت مبحوح : 
ـــ  قليل نجاسة مسموح !!

نجومية !!

ركض وراء أحلامه سعياً في الشهرة .
ما بين خطّي الهجوم و الدفاع أصيب بركلة ، 
وقع مغشيّاً .. فبلع لسانه ،
مساءً غطت صورته عناوين الأخبار 
'' متنقلا على كرسي مُــــــرُّ '' !! 

اعتكـــــــاف !!

تسلل بآخر الليل حبواً نحو غرفة مهجورة .
دجاها حالك وصمتها ساكن إلا من أنفاسه ، 
في حـــــين هو يعقِد عقْدٌ وعقُود ..
سمع بالمكان حشرجة ، فمــــــــــدّ بصره في العتمة ..
لمح بصيص من بين أصابعه ورجفة ،
ضغظ على رأسها .. عكف الحبـــــــــر !!

نصـــر ثلاثي !!

تفنن'' إتيان'' بفرشاه ألوانه .
رسمها عارية ..إلا من حليّها ؛ 
ألهبت وجده ، فسحبته من بصيرته ..
ولّى '' نصر '' !!